عادت الأسهم الأميركية إلى الارتفاع بعد أربعة أيام متتالية من التراجع،

تعود الأسهم الأميركية إلى مسار الارتفاع بعد أربعة أيام متتالية من التراجع، حيث شهدت انتعاشاً ملحوظاً في أسعارها. جاء ذلك بعد أن أظهرت الأسهم أداءً سلبياً خلال الأسبوع الذي مرّ منذ مارس الماضي، إذ توالت الإعلانات عن نتائج ضعيفة لعدد من الشركات.

تراجعت أسعار سندات الخزانة بعدما أبدى مسؤول من بنك الاحتياطي الفيدرالي توقعات بأن أسعار الفائدة قد تظل مرتفعة لفترة طويلة، وذلك بهدف التصدي للضغوط التضخمية المستمرة.

وعلى صعيد الأسهم، توقف مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" عن الهبوط بعد سلسلة استمرت أربعة أيام، في حين ارتفع مؤشر "داوجونز الصناعي" بشكل ملحوظ بعد أكثر من سبعة أسابيع من الانخفاض.

وسجّل سهم شركة بيركشير هاثاوي رقماً قياسياً بعد تجاوز نتائج أعمالها توقعات السوق، بينما شهد سهم "أمازون" ارتفاعاً بعد تقارير تشير إلى محادثات جارية مع "لجنة التجارة الفيدرالية" لتجنب مشاكل الاحتكار. في المقابل، تأثر سهم "تسلا" بخبر استقالة المدير المالي للشركة، وشهد سهم "أبل" تراجعاً طويل الأمد خلال هذا العام.

وعند اختتام الجلسة، تراجع سهم "بيوند ميت" بعد خفض شركة تصنيع البرغر النباتي توقعاتها للإيرادات. في المقابل، أعلنت شركة "بالانتير تكنولوجيز" توقعات ضعيفة لإيراداتها السنوية، مما أثار قلق المستثمرين الذين كانوا قد رفعوا قيمة السهم سابقاً بتوقعات بزيادة المبيعات من خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ومن ناحية أخرى، ارتفع سهم "باراماونت غلوبال" بفضل مبيعاتها المتجاوزة لتوقعات السوق، وذلك بفضل نمو نشاط البث التليفزيوني.

أما بالنسبة للوضع الاقتصادي، فقد أشار مايكل ويلسون من "مورغان ستانلي" إلى أن خفض وكالة "فيتش ريتينغز" لتصنيف الائتمان الأميركي يدل على احتمالية تباطؤ النمو والأرباح، مما يجعل المستثمرين يستعدون لمزيد من التحديات.

وبالنظر إلى التوقعات المستقبلية، يتوقع معظم المستثمرين حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة قبل نهاية عام 2024، مما يدفعهم إلى التحول نحو سوق السندات الأميركية طويلة الأجل كبديل أمام الارتفاعات المتوقعة في أسواق الأسهم. هذا وفقًا لاستطلاع أجرته "ماركت لايف بالس"، حيث أظهر الاستطلاع أن ما يقرب من ثلثي المشاركين يتوقعون حدوث ركود اقتصادي في أكبر اقتصاد في العالم بحلول نهاية العام المقبل.

يبدو أن المشاركين في الاستطلاع يرون أن تأثيرات الركود قد تستمر لفترة طويلة، مع تزايد القلق بشأن تداعيات السياسة النقدية المشددة التي يتبناها بنك الاحتياطي الفيدرالي على المدى البعيد.

وفي هذا السياق، صرح ريان بيلانغر، المؤسس والعضو المنتدب في "كلارو أدفايزرز"، بأهمية أن يظل المستثمرون يتيقظون ويبقون حذرين، حيث لا يزال التضخم ومخاوف السياسة النقدية الحالية قائمة. وأشار إلى ارتفاع أسعار الوقود في الفترة الأخيرة، مما قد ينعكس على تقرير مؤشر أسعار المستهلكين، مما يعزز الجدل بشأن استمرارية التشدد في السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي.