قفزة الأسهم الأميركية رهان على هبوط اقتصادي سلس وتحديات متزايدة
قفزت الأسهم الأميركية في أحدث تطورات السوق المالية، حيث بدأ المستثمرون يراهنون على إمكانية ترتيب هبوط اقتصادي سلس بالولايات المتحدة. تلك التوقعات جاءت على خلفية صدور تقارير اقتصادية قوية، حيث عززت هذه التقارير الثقة في أن الاحتياطي الفيدرالي يمكنه التعامل بحكمة مع التحديات الاقتصادية حتى وإن بقيت أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة.
سجل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تقدمًا ملحوظًا، حيث تجاوز مستوى 4500 نقطة، وهذا يعكس أداءً إيجابيًا لجميع الشركات الكبرى المدرجة في هذا المؤشر. ولم يقتصر الارتفاع على ذلك، حيث أضاف مؤشر "داوجونز الصناعي" 1% إلى قيمته.
وعلى الرغم من تقديم تقارير سلبية بخصوص مبيعات التجزئة وأسعار المنتجين في وقت سابق، فإن سهم شركة "أرم هولدينغز" قفز بنسبة 25% في بداية التداول. بينما واجهت شركتي "فورد موتور" و "جنرال موتورز" تحديات، حيث تهددهما تهديدات بالإضراب عن العمل.
وفي الجانب الآخر، شهد سهم ADBE "أدوبي" انخفاضًا في الأوقات الأخيرة بسبب توقعات ضعيفة للمبيعات. وتستعد الأسواق أيضًا لاستقبال حدث انتهاء عقود خيارات مختلفة يوم الجمعة، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في حجم التداول وتقلب الأسعار.
إدوارد مويا، كبير محللي السوق للأميركتين في شركة "أواندا"، أشار إلى أن ارتفاع الأسهم جاء بعد صدور بيانات اقتصادية إيجابية تظهر استمرار تحسن أحوال المستهلك. وقال إن وول ستريت يبدو راضيًا عن عدم وجود مخاوف كبيرة بشأن رفع أسعار الفائدة مرة أخرى من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مؤكدًا أن قصة النمو في الولايات المتحدة ما تزال قائمة. ومع ذلك، فإن التوقعات لأوروبا غير واضحة حيث تتزايد مخاطر الركود التضخمي.
وفيما يتعلق بالاقتصاد، أكدت سوليتا مارسيلي، رئيسة شؤون الاستثمار في الأميركتين في "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت"، أن هناك إشارات إلى أن الاقتصاد الأميركي يتجه نحو فترة من النمو المعتدل، مما يجنب الركود خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة.
ومع ذلك، أشارت إلى أن عدم اليقين قد يجعل أسواق الأسهم تظل متقلبة بشكل عام.
لا تزال هناك مؤشرات على أن نشاط الاقتصاد ما زال يتسارع، وهذا قد يدفع الصقور داخل بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الضغط من أجل تشديد السياسة النقدية. وفقًا لويل كومبيرنول، الخبير الاستراتيجي للاقتصاد الكلي في "إف إتش إن فايننشال"، فإن الاحتمالات تشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه القادم، ولكن البيانات القادمة قد تضغط عليهم لرفع أسعار الفائدة في الاجتماع التالي.
أخيرًا، أشار راي داليو، مؤسس شركة "بري
دجووتر أسوشيتس"، إلى تفضيله للنقد على حساب السندات في هذا الوقت، وذلك نظرًا للصعوبات التي تواجه المستثمرين في ظل محاولات البنوك المركزية العالمية السيطرة على التضخم. بينما أشار نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق ريتشارد كلاريدا إلى أن مخاطر السياسة المالية قد تؤدي إلى ارتفاع عوائد السندات الأميركية بدلاً من زيادة تشديد البنك المركزي.