تراجع أسعار النفط بسبب مخاوف السياسة النقدية والصين
تهدأ أسواق النفط بعد تراجع دام لمدة ثلاثة أيام متتالية، مع تعاملات مترقبة تجمع بين حذر من السياسة النقدية الأميركية وترقب للتعافي الاقتصادي الصيني.
رغم الضغوط السلبية من توترات أميركا والصين، استقرت أسعار النفط على نسق مستقطب، مترقبةً مستجدات مشهد الإمداد والطلب. وفي هذا السياق، تجاوزت أسعار الخام الوسيط "غرب تكساس" حاجز 79 دولاراً للبرميل بفضل العوامل الداعمة من خفض إمدادات السعودية وروسيا، والتي ساهمت في تقلص مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ بداية العام.
مع ذلك، لا تزال تفاوتات المخاطر تؤثر في اتجاهات السوق. فبينما يسهم التزام تحالف "أوبك+" بخفض الإمدادات في دعم الأسعار، تخشى الأسواق من تباطؤ تعافي الاقتصاد الصيني، الذي يعتبر أحد أكبر مستهلكي النفط عالميًا. فالبيانات الاقتصادية المخيبة للآمال من الصين أثارت مخاوف من تأثر الطلب على النفط.
من ناحية أخرى، يتفاعل السوق مع تصاعد المخاوف من عدم انحسار التضخم في الولايات المتحدة، ما يدفع بمسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي للنظر في خيارات تشديد السياسة النقدية للحفاظ على استقرار الاقتصاد. وهذا التطور قد يؤثر في تكاليف الاقتراض وبالتالي يلقي بظلاله على الطلب على الطاقة.
باختصار، تستمر أسواق النفط في الترقب والتحديات، حيث تتأثر بتباطؤ تعافي الصين ومخاوف من تشديد السياسة النقدية الأميركية. ورغم التقلبات الحالية، تظل توقعات الأسواق إيجابية نسبيًا بسبب استمرار جهود تحالف "أوبك+" في خفض الإمدادات وتقلص المخزونات.