هل مستقبل الروبل الروسي مهدد؟ تراجع قيمته بنسبة 23% منذ بداية العام
هل يعيش الروبل الروسي أوقاتًا عصيبة؟ هذا ما يبدو عليه مع تراجع قيمته بنسبة 23% منذ بداية العام الحالي. رغم ارتفاع تدفقات العملات الأجنبية إلى الخارج، وتدهور أوضاع التجارة الخارجية نتيجة العقوبات المفروضة جراء الحرب في أوكرانيا، إلا أن الروبل يظل في مأزق اقتصادي.
بحلول الوقت الحالي، قد هبط الروبل بنسبة 23% أمام الدولار، مما يضعه ضمن أسوأ ثلاث عملات ناشئة من حيث الأداء، إلى جانب الليرة التركية والبيزو الأرجنتيني. وعلى الرغم من تداول العملة الروسية دون 97 روبل مقابل الدولار، واقترابها من حاجز 100، إلا أن الأمور لم تكن هكذا منذ فبراير 2022، حينما بدأت الأزمة مع غزو أوكرانيا.
العديد من العوامل تساهم في تدهور قيمة الروبل. إلفيرا نابيولينا، محافظة البنك المركزي الروسي، أشارت إلى تراجع أوضاع التجارة الخارجية كسبب رئيسي وراء ذلك، بينما استبعدت التدخل لدعم سعر الصرف. انخفضت عائدات كبار المصدرين الروس من النقد الأجنبي بنسبة 84% خلال يونيو، وهو ما أثر على توفر العملة الصعبة لروسيا. كما أن القيود المفروضة على مبيعات الطاقة الروسية أثّرت في تدني الصادرات وزادت من تدهور الروبل.
على الرغم من توقعات روسيا بزيادة إيراداتها من النفط والغاز بمقدار 11 مليار دولار خلال خمسة أشهر، إلا أن تدهور الروبل لا يعزى فقط لأسباب تجارية. الهروب من رأس المال وسحب الأموال عبر خروج الشركات الأجنبية من السوق الروسي يعدان جزءًا من التحديات التي تواجهها العملة.
هل سيستمر الروبل في مساره الهبوطي؟ وما هي التداعيات المحتملة على الاقتصاد الروسي والسياسة الدولية؟ هذه التساؤلات تبقى محل اهتمام ومتابعة مع استمرار تطورات الأحداث.