صعود أسعار النفط إلى 95 دولارًا للبرميل مع تراجع الإمدادات عالميًا
تدور عجلة أسعار النفط حول مستويات تاريخية مرتفعة، حيث يبلغ سعر البرميل حوالي 95 دولارًا، وذلك نتيجة تراجع الإمدادات على الصعيدين العالمي والإقليمي. يعزى هذا الارتفاع الهائل في أسعار النفط جزئياً إلى تخفيضات الإنتاج التي أقرتها منظمة "أوبك+" والتي أدت إلى انخفاض كميات النفط المتاحة في الأسواق العالمية.
وفي هذا السياق، يتوقع أن يلقي وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، كلمة خلال مؤتمر حول سياسة النفط في المملكة، حيث سيتحدث عن رؤيته لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود العالمية للتصدي لتغير المناخ والانتقال إلى مصادر طاقة نظيفة.
أما على الصعيد العالمي، فقد ارتفع سعر خام برنت، الذي يُعتبر مؤشرًا عالميًا لأسعار النفط، إلى أكثر من 94 دولارًا للبرميل بعد ثلاثة أسابيع من الارتفاع المتواصل الذي رفع الأسعار بنسبة 11%. وسيكون الأمير عبدالعزيز من بين المتحدثين الرئيسيين في مؤتمر البترول العالمي في كالغاري، حيث تم تمديد قيود الإنتاج من قبل السعودية وروسيا حتى نهاية العام.
وعلى صعيد آخر، ارتفع سعر النفط الخام في بورصة لندن بنسبة تقترب من 10% منذ بداية العام، وذلك تزامنًا مع تقييد "أوبك+" للإنتاج وتحسن توقعات الطلب على النفط. ومن الممكن أن يكون لهذا الارتفاع تأثير كبير على الاقتصادات العالمية وضغوط التضخم.
إضافة إلى ذلك، تزيد العلامات التحذيرية على مدى جدية الوضع، حيث تشير المنتجات المكررة مثل الديزل إلى نقص في إنتاج الوقود الصناعي، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الديزل مقارنة بأسعار النفط الخام.
تُظهر الفوارق السعرية المرتبطة بآجال النفط أيضًا تراجع الإمدادات، حيث يبلغ الفارق بين أقرب عقدين لخام برنت 90 سنتًا للبرميل، مما يشير إلى شح الإمدادات على المدى القريب.
في الختام، يبدو أن أسعار النفط مستمرة في الارتفاع مع استمرار تراجع الإمدادات وتحسن الطلب العالمي على النفط، وهذا قد يكون تحديًا كبيرًا أمام السياسات النقدية العالمية ومسؤولي البنوك المركزية في محاولتهم التصدي لضغوط التضخم وتحقيق استقرار الاقتصادات.