التضخم يهدد الليرة التركية:دويتشه وHSBC يتوقعان هبوطاً قياسياً للعملة
دفع ارتداد التضخم الهائل في تركيا خبراء اقتصاديين في البنوك إلى إصدار توقعات جديدة متشائمة بشأن الليرة التركية، وهذا يجعلها فعلاً واحدة من أسوأ عملات الأسواق الناشئة أداءً منذ بداية عام 2023.
في خطوة مفاجئة، قام مصرف "دويتشه بنك" بتعديل توقعاته للعملة التركية وتوقع أن تنخفض إلى 32 ليرة مقابل الدولار بحلول نهاية العام، وهذا يأتي بعد يوم واحد فقط من تجاوز بيانات التضخم التوقعات الحالية.
معدل التضخم ارتفع إلى 48% الشهر الماضي مقارنة بـ 38% في يونيو، وهذا يعزز التوقعات بمزيد من الصعود في الأشهر المقبلة.
البنك المركزي التركي، الذي تعيش قيادته الجديدة تحت قيادة حفيظة غاية أركان، أقر مؤخراً بضغوط الأسعار وقام برفع توقعات التضخم إلى 58% بحلول نهاية العام، ومن المتوقع أن يصل إلى 60% في الربع الثاني من عام 2024.
على الرغم من ذلك، أعلن البنك أنه سيواصل سياسته التقشفية "التدريجية"، مما يترك أسعار الفائدة الحقيقية (أي أسعار الفائدة بعد مراعاة التضخم) أقل بكثير من الصفر.
خبراء "دويتشه بنك" عزوا مراجعة توقعاتهم للأسعار إلى زيادة معدل التضخم والتحديات التي يواجهها المسؤولون لإعادة التضخم إلى مسار مستدام.
من جهة أخرى، توقع المصرف الألماني أن تنخفض الليرة التركية إلى ما دون مستوى 35 ليرة أمام الدولار بنهاية عام 2024.
يستمر الضغط على العملة التركية بسبب التطورات الاقتصادية، وقد يكون الإجراء الصحيح هو اتخاذ إجراءات أكثر تشدداً من قبل البنك المركزي للحفاظ على استقرار الليرة ومواجهة التضخم العالي.
العجز التجاري في تركيا
تسبب العجز التجاري في تركيا في زيادة المخاوف حول استقرار العملة التركية، وقد أدى ذلك إلى تعديل توقعات بنك "إتش إس بي سي" بشأن الليرة التركية، حيث توقع أن تنخفض إلى 29 ليرة مقابل الدولار، بعيداً عن المستوى السابق البالغ 27 ليرة.
في تقريرهما للعملاء، ذكر المحللان لدى البنك مراد توبراك وشارلوت أونغ أنهما يتوقعان أن تهبط العملة التركية إلى 32 ليرة مقابل الدولار في عام 2024 بسبب توقعات ارتفاع معدل التضخم.
ويعزو المحللان اتساع العجز التجاري إلى خطر يهدد العملة، حيث يمثل هذا الأمر قلقاً شديداً لسوق الصرف الأجنبي، خاصةً مع انحسار دخل السياحة القوي اعتباراً من نوفمبر.
وفيما يتعلق بالفائدة القياسية الحالية للبنك المركزي التركي بنسبة 17.5%، يتوقع كل من "دويتشه بنك" و"مورغان ستانلي" أن يرفعا سعر الفائدة على الليرة بمقدار 150 نقطة أساس (1.5 نقطة مئوية) في اجتماع لجنة السياسة النقدية المقرر خلال أغسطس.
هذه التطورات تظهر أن العملة التركية تواجه تحديات كبيرة، وتتطلب استراتيجيات اقتصادية حكيمة للحفاظ على استقرارها وتجنب الأزمات المالية المحتملة.