تراجع التقلبات في عالم بتكوين استقرار وفتور في وجه الإرهاق

تلاشت الاضطرابات العنيفة في تكوين العملة المشفرة "بتكوين" بين أروقة الفتور الشديد والإرهاق. يُطلب من أي فرد أن يعرِّف خاصية بارزة في هذه العملة الرقمية، ومن الممكن أن يستشهد بطبيعتها المتقلبة. لكن في الوقت الحاضر، أصبح الرمز الرقمي الأكثر انتشاراً يمكن وصفه بأي صفة تجمع بين أكثر من مجرد التقلب.

تشير المؤشرات التي تقيس تذبذب أسعار هذه العملة المشفرة الرئيسية، والتي تتداول حالياً قرب مستوى 29100 دولار، إلى تراجع الاضطرابات. وبالتوازي مع ذلك، يظهر المؤشر الذي يُقيِّم التقلب الضمني على مدى ثلاثة أشهر استقرارًا عند 35 نقطة، حسب تقرير من "شركة كيه 33 للأبحاث". يُقارن هذا التطور مع ما حدث في أكتوبر 2020، عندما وصل المؤشر إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، حيث استمر على هذا المستوى لمدة 47 يومًا دون تغيير يذكر بنسبة 5%.

في رؤية بنديك شاي وفيتل لوندي من "كيه 33"، يقولون: "خفض السوق للصمت خلال صيف 2023 أدى إلى انخفاض كبير في مستوى التقلب الضمني مقارنةً بالأدنى السابق".

هذا يمثل استمرارًا غير عادي للاستقرار الذي لفت الانتباه لعدة سنوات بسبب التقلبات الشديدة في قيمة العملة. سابقًا، كانت "بتكوين" تشهد تذبذبات بنسبة 5% أو 10% في يوم واحد، وكان ذلك يتجلى في جلسات التداول القادمة.

تقلص التذبذب بعد طلب "بلاك روك"
من هذا المنطلق، لم يكن تراجع الاضطرابات في الفترة الأخيرة حدثًا عابرًا، بل يمكن أن يكون مؤشرًا على فترة من الركود والتلاشي المشابه.

تُتاجر "بتكوين" حاليًا في إطار تذبذب تاريخي منخفض، حيث تُشير العديد من المؤشرات إلى تقهقر وانخفاض شديدين في الحماسة. يُشير المحللون في "غلاس نود" إلى الحد الأعلى والأدنى لمؤشر "بولينجر باندز"، حيث يبلغ الفرق بينهما حاليًا 2.9% فقط. وقد حدث تقلص مشابه للفارق بين هذين الحدّين فقط مرتين في الماضي.

في حين كانت الحركة السعرية مثيرة للجدل إلى حد ما في يونيو، عندما قدّمت "بلاك روك" طلبًا لإصدار صندوق متداول لـ"بتكوين"، ظلت التقلبات هادئة منذ ذلك الحين.

تقول كارا ميرفي، رئيسة قسم الاستثمار في "كسترا إنفستمنت مانجمنت": "الروايات الطويلة المدى حول "بتكوين"، مثل دورها في تحدي التمويل التقليدي، ستظل دافعًا في الفترة البعيدة. ومع ذلك، في الفترة القريبة، قد تظهر فترات تشهد فيها "بتكوين" استخدامها كوسيلة لشراء مرتفعة المخاطر بأموال استثمارية".

وتضيف: "نتوقع أنه مع انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، سيزداد أهمية القصة الطويلة المدى، وستبدأ "بتكوين" في أثر جانبي بشكل أكبر، حيث لا تتغير هذه القصة بسهولة من يو

م إلى آخر".