تراجع الأسهم الأميركية وتوقعات لخفض الفائدة

تراجع الأسهم الأميركية وتوقعات لخفض الفائدة  ,"ناسداك" انخفاضًا بنسبة 1.5%. وفي سياق متصل، شهدت العملة الأميركية أطول سلسلة هبوط متواصل منذ أكتوبر، فيما وصلت قيمة "بتكوين" إلى مستويات تجاوزت 70 ألف دولار.

تأثرت أسواق الأسهم الأميركية يوم الجمعة بتكهنات حول مدى مبالغة في الارتفاع الذي شهدته السوق خلال الفترة الحالية. وفي حين كان المستثمرون يدرسون تقرير الوظائف، كان للضعف الذي ظهر في أسهم الشركات الأكثر تأثيرًا تأثير كبير على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500". وتعرضت أسهم قطاع التكنولوجيا لضغوط بيعية، مما أدى إلى انخفاض مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.5%. وقد أوقف سهم إنفيديا كورب سلسلة ارتفاعه السعري، فيما شهدت أسهم تسلا تراجعًا بنسبة 13% خلال الأسبوع.

وفي هذا السياق، أعرب مايكل هارتنت، الخبير الاستراتيجي في "بنك أوف أميركا"، الذي اتسم بحياديته تجاه الأسهم في 2023، عن رأيه في أن أسواق الأسهم تشهد "مكاسب غير طبيعية" في "أوقات غير عادية". وأشار إلى أن هذا الوضع أدى إلى "إجهاد" في المراكز استعدادًا لتخفيض أسعار الفائدة المتوقع في نهاية المطاف.

ومن ناحية أخرى، أظهر تقرير الوظائف الذي صدر في وقت سابق من اليوم استمرار اقتصاد الولايات المتحدة في إضافة وظائف دون تحفيز زيادة في الأجور. ورغم أن هذه الأرقام أعادت الأمل في تحقيق هبوط سلس يسمح للفيدرالي بالبدء في تيسير السياسة النقدية، إلا أن هناك مخاوف من القيام بذلك في وقت قريب.

وفي هذا السياق، قال كريس لاركين من "إي*تريد"، التابعة لـ "مورغان ستانلي"، إن التقرير لم يقدم إشارة واضحة للفيدرالي، ولكن يبدو أنه لا يحتوي على أي عوامل قد تعرقل خطة البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة.

مع ارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى له منذ عامين في فبراير، تشير البيانات إلى سوق عمل قوية ولكن متزنة. ورغم ارتفاع كشوف الأجور غير الزراعية بمقدار 275 ألف وظيفة، إلا أن معدل البطالة ارتفع إلى 3.9%، وتباطأت مكاسب الأجور.

في هذا السياق، أعربت سيما شاه من "برينسيبال أسيت مانجمنت" عن رأيها بأن الأرقام "واسعة النطاق". ورغم ذلك، تعتبر شاه أن الأرقام العامة إيجابية إلى حد ما، وتتوقع أن يتمكن الفيدرالي من تحقيق الهبوط السلس المستهدف إذا استمرت الاقتصاد في إضافة وظائف دون زيادة في الأجور.

وفي هذا السياق، أشارت بيانات سوق المال إلى احتمالات زيادة في توقعات خفض الفائدة في يونيو، حيث يتوقع المتداولون تيسير السياسة النقدية بمقدار 100 نقطة أساس تقريبًا بحلول نهاية العام. ويرى بعض المحللين أن ارتفاع معدل البطالة يزيد من فرص حدوث خفض لأسعار الفائدة في يونيو.

وأعرب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، عن توقعه بخفض أسعار الفائدة هذا العام نظرًا لتراجع التضخم. وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن سوق العمل تحقق توازنًا أفضل بين العرض والطلب، وأن البنك المركزي يقترب من الثقة اللازمة لبدء خفض أسعار الفائدة.

من ناحية أخرى، شهدت أسهم قطاع التكنولوجيا ضغوطًا بيعية، حيث تم سحب نحو 4.4 مليار دولار من صناديق التكنولوجيا في الأسبوع الماضي. وارتبط هذا الانخفاض بتصحيح فني شهده سهم "أبل"، وسط مخاوف من تراجع مبيعات "أيفون" والضغوط التنظيمية. وعلى إثر هذا، أعرب دان وانتروبسكي من "جاني مونتغمري سكوت" عن قلقه إزاء تباين حركة الأسعار والزخم، مشيرًا إلى أن أسعار الأسهم قد تكون عرضة للتراجع في الأشهر المقبلة.

في نهاية المطاف، يبدو أن خفض أسعار الفائدة قد أصبح أقرب، حيث أعلن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو توقعه لخفض الفائدة هذا العام. وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على قرب البنك المركزي من الثقة اللازمة لتنفيذ هذا القرار. يرى المتداولون الآن احتمال زيادة توقعات خفض الفائدة بحلول يونيو، مما يبرز أهمية متابعة التطورات الاقتصادية والأخبار المالية في الأيام والأسابيع القادمة.