مخزونات النفط في أمريكا تهبط إلى مستويات حرجة

انخرطت أسواق النفط في تجربة جديدة من التحديات والتغيرات، حيث تظهر علامات واضحة على شح الإمدادات في ظل تراجع حاد لمخزونات النفط في أكبر مركز تخزين أميركي. فقد هوت مخزونات النفط في مركز التخزين الرئيسي بمنطقة كوشينغ في ولاية أوكلاهوما إلى مستويات حرجة، حيث انخفضت لستة أسابيع متتالية لتبلغ 22.9 مليون برميل فقط.

تعتبر كوشينغ منطقة حيوية في عالم النفط، حيث يتم تخزين الكميات الضخمة من الخام ويعد مركزًا رئيسيًا لتسليم النفط الخام في الولايات المتحدة. وحسب تقديرات المحللين، فإن الحد الأدنى لمستوى المخزون المطلوب لضمان استمرارية التشغيل يتراوح بين 20 مليون برميل إلى 22 مليون برميل. وبذلك، فإن المخزونات الحالية قد تجاوزت حدودها لتصل إلى أدنى مستوى موسمي لها خلال خمس سنوات مضت.

تعزز هذه الأزمة من تأثيرها بارتفاع علاوة البراميل الفعلية من كوشينغ على العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر، مما يؤكد على أزمة الإمداد. وتزداد تعقيدات الأمور بسبب إغلاق خط أنابيب "كيستون" في منتصف سبتمبر، الأمر الذي أدى إلى توقف تدفق النفط إلى صهاريج التخزين في كوشينغ، مما أدى إلى ارتفاع سعر الخام المحلي الحلو بمقدار 1.62 دولار للبرميل فوق المؤشر الأميركي.

يصبح تسليم النفط الخام من محطة كوشينغ أكثر صعوبة مع انخفاض المخزونات إلى ما دون مستوى السحب، حيث يصعب سحب النفط من فوهة المخرج لنقله إلى خط الأنابيب. وهذا يدفع المتداولين لدفع أسعار أعلى من أجل تسليم خام غرب تكساس الوسيط في أسرع وقت ممكن، نتيجة لانخفاض المخزون في مركز كوشينغ، الذي يعد نقطة تسليم رئيسية للخام الأميركي.

ارتفع فارق الأسعار بين العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لشهري نوفمبر وديسمبر إلى أكثر من 1.30 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى تم تسجيله منذ نوفمبر. وتتوقع التوقعات أن يزيد هذا الفارق السعري إذا استمر المخزون في الانخفاض.

لا تقتصر علامات ضيق الإمدادات على السوق العالمية للنفط فقط، بل تنعكس أيضًا في أسعار زيت الوقود. إذ تقترب أسعار البنزين والديزل من أعلى مستوياتها الموسمية على الرغم من تراجع الطلب. في الوقت نفسه، ترتفع هوامش التكرير، وهي مقياس للربحية، مع اقتراب موسم الصيانة، مما يعكس تزايد التوترات في سوق النفط والطاقة ويزيد من تحديات الإمداد.