مايكروسوفت ترصد 3.2 مليار يورو لتعزيز الذكاء الاصطناعي في ألمانيا

مايكروسوفت ترصد 3.2 مليار يورو لتعزيز الذكاء الاصطناعي في ألمانيا ,في خطوة طموحة لتعزيز تواجدها الحاسوبي في أوروبا، كشف رئيس شركة مايكروسوفت، براد سميث، عن خطط الشركة للاستثمار بمبلغ يصل إلى 3.2 مليار يورو (3.4 مليار دولار) خلال العامين القادمين في تطوير بنية الذكاء الاصطناعي في ألمانيا. جاء هذا الإعلان خلال لقاء سميث بالمستشار الألماني أولاف شولتس، حيث أكدت مايكروسوفت رغبتها في تعزيز تقنياتها وتحديث مراكز معالجة البيانات في المنطقة.
وفي تصريحات للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في برلين، أشار سميث إلى قدرة الشركات الألمانية على التكيف السريع مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشددًا على توسيع مراكز معالجة البيانات الخاصة بالشركة في المنطقة. وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية مايكروسوفت الرامية لتعزيز وجودها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال شراكاتها مع شركات مثل "أوبن إيه آي" (OpenAI)، مما أدى إلى تجاوز قيمتها السوقية حاجز الثلاث تريليونات دولار.
ومن المتوقع أن تكون هذه الاستثمارات الضخمة أكبر استثمار مباشر لمايكروسوفت في ألمانيا (سهم مايكروسوفت)، حيث ستُخصص لبناء مراكز بيانات حديثة في مناطق مثل شمال الراين وستفاليا وحول فرانكفورت. وتشمل الخطط أيضًا تدريب الموظفين لتعزيز المهارات المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك وفقًا لتصريحات سميث الذي أكد عدم وجود أي دعم حكومي لهذه المبادرة.
يأتي هذا الاستثمار في ظل ضغوط من الجهات التنظيمية في أوروبا على الشركات السحابية لتخزين بياناتها داخل الاتحاد الأوروبي، نظرًا لمخاوف متزايدة حول الخصوصية والأمان. وتظهر الأرقام الصادرة عن "غلوبال داتا" أن إجمالي مشاريع بناء مراكز البيانات في أوروبا تصل إلى 82 مليار دولار، مما يعكس التفاعل المتزايد مع هذه الصناعة.
وفي سياق ذلك، أوضح شولتس أن هذا الاستثمار يعكس التزام ألمانيا بالبقاء دولة منفتحة على الابتكار والتطور التكنولوجي. وركز على أهمية الاستثمارات الأجنبية في المشاريع التكنولوجية الألمانية، مُشيرًا إلى العديد من المشاريع الأخرى التي تخطط لإطلاقها شركات تكنولوجيا أجنبية. "الكثير من الأمور تحدث الآن"، أكد شولتس، مُظهرًا تفاؤله تجاه مستقبل الابتكار في البلاد.
تأتي هذه الخطوة في سياق أكبر حيث يسعى الائتلاف الحاكم في ألمانيا إلى تعزيز البلاد كمركز رائد في مجال التكنولوجيا. وقد وافق الائتلاف على تقديم دعم مالي بمليارات اليورو لشركات مثل "تايوان سيميكوندكتور مانوفاكتشورينغ"، و"إنتل كورب"، و"إنفينيون تكنولوجي" لتعزيز إنتاج الرقائق الإلكترونية.